إِنَّ ٱلصَّوْمَ ٱلْكَبِيرَ يَبْدَأُ قَبْلَ عِيدِ ٱلْفِصْحِ بِسَبْعَةِ أَسَابِيعَ وَيُصَامُ تَأْسِيَةً بِصَوْمِ ٱلْمَسِيحِ فَقْدَ صَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَهُوَ فِي ٱلْبَرِّيَةِ.
إِنَّ ٱلصَّوْمَ يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَىٰ مُغَالَبَةِ ٱلشَّيْطَانِ وَإِنَّهُ لَيُؤَيِّدُ ٱلصَّلَاةَ وَلَيُمَكِّنُ مِنَ ٱلْقَلْبِ. يُصَامُ فِي أَيَّامِ ٱلصَّوْمِ ٱلْكَبِيرِ عَنِ ٱللَّحْمِ وَٱلْبَيْضِ وَٱلْحَلِيبِ مُطْلَقًا وَعَنِ ٱلزَّيْتِ وَٱلْخَمْرِ فِي غَيْرِ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ وَٱلْأَحَدِ وَعَنِ ٱلسَّمَكِ فِي غَيْرِ أَحَدِ ٱلشَّعَانِينِ وَعِيدِ ٱلْبِشَارَةِ. وَإِنَّمَا لَيُصَامُ عَنْ إِكْثَارِ ٱلْأَكْلِ وَٱلشُّرْبِ كَٱلصِّيَامِ عَنْهُمَا مُطْلَقًا وَعَنِ ٱلْجِمَاعِ إِذَا تَوَافَقَ ٱلزَّوْجَانِ وَعَنِ ٱللَّهْوِ إِلْظَاظًا بِٱلصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّصَدُّقِ. تُقْرَأُ فِي ٱلْكَنِيسَةِ زَمَنَ ٱلصَّوْمِ أَسْفَارُ ٱلتَّكْوِينِ وَٱلْخُرُوجِ وَٱلْأَمْثَالِ وَأَيُّوبَ وَٱلزَّبُورُ وَشِعْيَاءَ وَحِزْقِيلَ.
وَلَـٰكِنْ قَدْ يُمْكِنُ ٱلتَّسْهِيلُ لِلْمَرْضَىٰ وَٱلْحَوَامِلِ وَضُعَفَاءِ ٱلصِّحَّةِ وَٱلْجُنْدِ وَٱلْمَسَاجِينِ وَٱلْمُسَافِرِينَ. إِنَّهُمْ صَائِمُونَ عَلَىٰ قَدْرِ ٱلِٱسْتِطَاعَةِ.
ٱلْأَحَدُ ٱلْأَخِيرُ قَبْلَ ٱلصَّوْمِ يُقَالُ لَهُ أَحَدُ ٱلْعَفْوِ. يُذْكَرُ فِيهِ سُقُوطُ آدَمَ وَإِخْرَاجُهُ مِنْ جَنَّةِ عَدَنٍ. أَلَا إِنَّمَا أَذْنَبَ ٱلْبَشَرُ ٱلْأَوَّلُ وَنَبَذَ مَا أَوْصَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّوْمِ عَنْ شَجَرَةِ ٱلْعِرْفَانِ. فَٱلْمُبْتَغُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ يَتَكَلَّفُونَ ٱلصِّيَامَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلْمَفْقُودِ.
يَشْتَرِطُ لِلصِّيَامِ ٱلْمَرْضِيِّ أَنْ يَعْفُوَ ٱلصَّائِمُ عَنْ كُلِّ مَنْ أَسَاءُواْ إِلَيْهِ. وَتَجْرِي فِي جُمْهُورِ ٱلْكَنَائِسِ مَسَاءَ يَوْمِ ٱلْأَحَدِ ٱلَّذِي يَلِيهِ ٱلصَّوْمُ خِدْمَةُ ٱلْعَفْوِ. وَيُسْجَدُ فِي أَيَّامِ ٱلصَّوْمِ سُجُودٌ كَثِيرٌ يُصَلَّىٰ صَلَاةُ إِفْرِيمَ ٱلسُّرْيَانِيِّ:
يَا رَبِّ مَالِكَ حَيَاتِي حَالَ ٱلتَّبَطُّلِ وَٱلْقُنُوطِ وَٱشْتِهَاءِ ٱلتَّرَأُّسِ لَا تُؤْتِينِ
بَلْ حَالُ ٱلْعِفَّةِ وَٱلِٱتِّضَاعِ وَٱلصَّبْرِ وَٱلْمَحَبَّةِ أَنْعَمْ بِهَا عَلَيَّ أَحَدِ ٱلْعَابِدِينَ
أَيَا رَبُّ ٱلْمَلِيكَ بَصِّرْنِي ذُنُوبِي وَجَعْلَنِي لَا أَدِينُ ٱلْأَخِينَ
فَإِنَّكَ لَأَنْتَ ٱلْمُتَبَارَكُ إِلَىٰ أَبَدِ ٱلدَّهْرِ آمِينَ
تِلْكَ ٱلصَّلَاةُ يُصَلِّيهَا ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْأُرْثُوذُكْسِيُّ فِي أَيَّامِ ٱلصَّوْمِ كُلِّهَا.
ٱلصَّوْمُ قِسْمَانِ: ٱلْأَرْبَعُونَ يَوْمًا وَأُسْبُوعُ ٱلْآلَامِ. وَإِنَّ ٱلْأُسْبُوعَ ٱلْأَوَّلَ وَأُسْبُوعَ ٱلْآلَامِ أَشَدُّ صِيَامًا.
يَجْتَمِعُ جُمْهُورُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَرْبَعَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَوَّلِ فِي ٱلْكَنَائِسِ صَلَاةً لِقَانُونِ أَنْدَرَاوُسَ ٱلْإِقْرِيطِشِيِّ ٱلَّذِي جُمِعَتْ فِيهِ قِصَصُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ سُقُوطِ آدَمَ إِلَىٰ صُعُودِ ٱلْمَسِيحِ. إِنَّ تِلْكَ ٱلْقِصَصَ مُذَكِّرَتُنَا بِأَنَّا يَجِبُ عَلَيْنَا ٱلتَّوْبَةُ وَٱلِٱرْوِعَاءُ. يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُطَهِّرَ ٱلْقَلْبَ وَنَتَهَيَّأَ لِمُلَاقَاةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْقَائِمِ كَقَوْلِهِ: {طُوبَىٰ لِصَفَايَا ٱلْقَلْبِ فَإِنَّهُمُ ٱللَّهَ يُعَايِنُونَ}.
تَجْرِي فِي أَيَّامِ ٱلْأَرْبِعَاءِ وَٱلْجُمُعَةِ مِنَ ٱلصَّوْمِ ٱلْكَبِيرِ ٱلْقُدَّاسُ ٱلسَّابِقُ تَقْدِيسُهُ وَهُوَ صَلَاةُ ٱلْعِشَاءِ حَيْثُ يَتَنَاوَلُ ٱلْمُؤْمِنُونَ جَسَدَ ٱلْمَسِيحِ وَدَمَهُ ٱللَّذَيْنِ قَدْ أُحْضِرَا مِنْ قَبْلُ أَثْنَاءَ ٱلْقُدَّاسِ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ وَفِي أَيَّامِ ٱلسَّبْتِ قُدَّاسُ يَحْيَىٰ ٱلذَّهَبِيِّ ٱلْفَمِ وَفِي أَيَّامِ ٱلْأَحَدِ قُدَّاسُ بَاسِيلَ ٱلْكَبِيرِ. وَلَا تَجْرِي ٱلْقَدَادِيسُ فِي غَيْرِ تِلْكَ ٱلْأَيَاوِيمِ أَثْنَا ٱلصَّوْمِ ٱلْكَبِيرِ.
يَوْمَ ٱلْأَحَدِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلصَّوْمِ ٱلْكَبِيرِ – أَحَدُ ٱلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ. وَهُوَ عِيدٌ ٱنْتِصَارِ ٱلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ عَلَىٰ هَرْطَقَةِ ٱلْمُحَارِبَةِ لِلْأَيْقُونَاتِ وَٱلْهَرَاطِقِ ٱلْأُخْرَىٰ. يُصَلَّىٰ بَعْدَ ٱلْقُدَّاسِ فِي أَنْ يُنِيبَ ٱلضَّالُّونَ أَجْمَعُونَ وَتَزْهَقُ ٱلْهَرَاطِقُ جَمْعَاءُ.
يَوْمُ ٱلْأَحَدِ ٱلثَّانِي – عِيدُ ٱلْقِدِّيسِ جُرَيْجٍ بَالَامَاسَ ٱلَّذِي دَافَعَ عَنِ ٱلْعَقِيدَةِ فِي ٱكْتِسَابِ نُورِ ٱللَّهِ غَيْرِ ٱلْمَخْلُوقِ. إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرًى بِهَدَفِ حَيَاتِنَا ٱلرُّوحَانِيَّةِ ٱلَّتِي يَشْتَرِطُ لَهَا ٱلصِّيَامُ.
يَوْمُ ٱلْأَحَدِ ٱلثَّالِثُ – أَحَدُ سُجُودِ ٱلصَّلِيبِ. وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَىٰ أَنَّ أُسْبُوعَ ٱلْآلَامِ وَعِيدُ ٱلْفِصْحِ قَرِيبٌ. عَلِمَ ٱلْمَسِيحُ أَنَّهُ سَيُصْلَبُ وَيَقُومُ قَبْلَ يَوْمِ صَلْبِهِ وَلَـٰكِنَّهُ لَمْ يَمِلْ عَمَّا جَاءَ ٱلْعَالَمَ لِأَجْلِهِ. وَنَعْلَمُ نَحْنُ صُعُوبَةَ صِيَامِ أُسْبُوعِ ٱلْآلَامِ وَفَرَحَ عِيدِ ٱلْفِصْحِ وَلَا نَمِيلُ عَنْ إِدَامَةِ ٱلصِّيَامِ ٱلَّذِي أَخَذْنَا نَصُومُهُ.
يَوْمُ ٱلْأَحَدِ ٱلرَّابِعُ – عِيدُ يَحْيَى ٱلسُّلَّمِيِّ ٱلَّذِي أَلَّفَ كِتَابَ سُلَّمِ ٱلسَّمَاءِ. وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرَأَ ٱلْمَسِيحِيُّ هَـٰذَا ٱلْكِتَابَ أَثْنَاءَ ٱلصَّوْمِ ٱلْكَبِيرِ.
يَوْمُ ٱلْخَمِيسِ ٱلْخَامِسُ – يَجْرِي فِيهِ مُقَامُ مَرْيَمَ ٱلْمِصْرِيَّةِ حَيْثُ يُقْرَأُ قَانُونُ أَنْدَرَاوُسَ ٱلْإِقْرِيطِشِيِّ وَسِيرَةُ مَرْيَمَ ٱلْمِصْرِيَّةِ ٱلَّتِي كَانَتْ بَغِيًّا ثُمَّ تَابَتْ وَبَلَغَتْ مَعَالِي ٱلْقُدُسِ.
يَوْمُ ٱلسَّبْتِ ٱلْخَامِسُ – سَبْتُ ٱلْمَدَائِحِ. إِنَّهُ تُتْلَىٰ فِيهِ ٱلْمَدِيحَةُ ٱلْكَبِيرَةُ لِوَالِدَةِ ٱلْإِلَـٰهِ وَتُذْكَرُ ٱلْعَجَائِبُ ٱلَّتِي جَرَتْ فِي صَلَوَاتِهَا.
يَوْمُ ٱلْأَحَدِ ٱلْخَامِسُ – عِيدُ مَرْيَمِ ٱلْمِصْرِيَّةِ ذِكْرًى لَنَا لِئَلَّا نَيْأَسَ مِنْ خَلَاصِنَا عَلَىٰ كَثْرَةِ سَيِّئَاتِنَا.
يَوْمُ ٱلْجُمُعَةِ ٱلسَّادِسُ – تَنْتَهِي فِيهِ اَلْأَرْبَعُونَ يَوْمًا.
يَوْمُ ٱلسَّبْتِ ٱلسَّادِسُ – سَبْتُ لِعَازَرَ وَهُوَ يَوْمٌ أَقَامَ فِيهِ ٱلْمَسِيحُ لِعَازَرَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ. يَجُوزُ فِي ذَٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَكْلُ بَيْضِ ٱلسَّمَكِ.
يَوْمُ ٱلْأَحَدِ ٱلسَّادِسُ – عِيدُ دُخُولِ ٱلرَّبِّ إِلَىٰ أُورُشَلِيمَ. تَكْتَظُّ فِيهِ ٱلْكَنَائِسُ بِٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْحَامِلِينَ فِي أَيْدِيهِمْ عَلَامَاتِ ٱنْتِصَارِ ٱلْمَسِيحِ عَلَى ٱلْمَوْتِ وَهِيَ غُصُونُ ٱلنَّخِيلِ ٱلَّتِي تُسْتَبْدَلُ بِهَا ٱلصَّفْصَافُ فِي رُوسِيَا. وَيَجُوزُ فِي ذَٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَكْلُ ٱلسَّمَكِ.
ٱلْأُسْبُوعُ ٱلسَّابِعُ – أُسْبُوعُ ٱلْآلَامِ ٱلَّذِي يُذْكَرُ فِيهِ كُلُّ مَا عَانَاهُ ٱلْمَسِيحُ فِينَا وَثَمَنُ خَلَاصِنَا.
يَوْمُ ٱلْأَحَدِ ٱلسَّابِعُ – عِيدُ ٱلْفِصْحِ وَقِيَامَةِ ٱلْمَسِيحِ وَٱنْتِصَارِهِ عَلَى ٱلْمَوْتِ وَوَهْبِهِينَا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.
كَنِيسَةُ ٱلرُّوسِ ٱلْأُرْثُوذُكْسِ
حَرِكَةُ ٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ لِلتَّبْشِيرِ