لَا كَلِمَ أَشَدُّ مِنْ هَـٰؤُلَاءِ إِبْشَارًا عَلَى ٱلْأَرْضِ. نَذْكُرُ فِي هَـٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ قِيَامَةَ رَبِّنَا عِيسَى ٱلْمَسِيحِ ٱلَّتِي حَدَثَتْ خَارِقَةً لِلْعَادَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ مِنْ صَلْبِ ٱلْمُخَلِّصِ وَمَوْتِهِ عَلَى ٱلصَّلِيبِ بِقُرْبِ أُورُشَلِيمَ عَلَىٰ جَبَلِ جُلْجُثَةَ. أَنْزَلَ تِلْمِيذٌ لِلْمُخَلِّصِ يُوسُفُ ٱلرَّامِيُّ مِنَ ٱلصَّلِيبِ جِسْمَهُ بِإِذْنِ بِيلَاطُسَ ٱلْبَنْطِيِّ وَكِيلِ يَهُودَ وَقَبَرَهُ. عَلَىٰ عَادَةِ ٱلْيَهُودِ كَانَ ٱلْقَبْرُ كَهْفًا مَنْقُورًا فِي ٱلصَّخْرَةِ وَكَانَتْ جُثَّةُ ٱلْمُتَوَفَّىٰ تُدْهَنُ بِٱلزَّيْتِ وَٱلطِّيبِ فَتُلَفُّ فِي ٱلْأَكْفَانِ وَتُوضَعُ عَلَىٰ حَجَرٍ وَكَانَ مَدْخَلُ ٱلْكَهْفِ يُحْجَبُ بِحَجَرٍ كَبِيرٍ. وَهَـٰذَا مَا حَدَثَ لِجُثْمَانِ عِيسَىٰ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ قُبِرَ عَلَىٰ عَجَلٍ لِإِمْسَاءِ يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَإِنَّ ٱلسَّبْتَ (ٱلَّذِي يَبْدَأُ مَعَ مَسَاءِ يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ) يُمْنَعُ فِيهِ عَلَىٰ عَادَةِ ٱلْيَهُودِ أَيُّ عَمَلٍ. لِذَٰلِكَ لَمْ يَكُنْ جُثْمَانُ عِيسَىٰ قَدِ ٱدَّهَنَ. وَشَقَّ ذَٰلِكَ عَلَىٰ صَوَالِحِ تِلْمِيذَاتِ ٱلْمَسِيحِ. لَقَدْ أَحْبَبْنَ ٱلْمَسِيحَ وَأَرَدْنَ أَنْ يَسْلُكَ طَرِيقَهُ ٱلْأَرْضِيَّ ٱلْأَخِيرَ كَمَا تَجْرِي بِهِ ٱلْعَادَةُ. فَغَدَوْنَ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ بِٱلطِّيبِ إِلَىٰ قَبْرِ عِيسَىٰ لِتَأْدِيَةِ مَا هُوَ وَاجِبٌ وَيُقَالُ لِهَـٰؤُلَاءِ ٱلنِّسْوَةِ حَامِلَاتُ ٱلطِّيبِ.
لَـٰكِنَّ ٱلْقَبْرَ كَانَ فَارِغًا وَجَلَسَ عِنْدَهُ عَلَىٰ حَجَرٍ مَلَكٌ وَقَالَ لَهُنَّ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ قَامَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ كَوَعْدِهِ. وَٱنْدَهَشَتِ ٱلنِّسْوَةُ مِنْ تَمَثُّلِ ٱلْمَلَكِ وَقَدِ ٱشْتَدَّ دَهْشُهُنَّ إِذْ رَأَيْنَ ٱلْقَبْرَ فَارِغًا. لَمْ يَكُنْ فِي ٱلْكَهْفِ سِوَىٰ قِطْعَةِ ٱلْأَكْفَانِ ٱلَّتِي كَانَ ٱلْجُثْمَانُ مَلْفُوفًا بِهَا وَٱلْمِنْدِيلِ ٱلَّذِي كَانَ عَلَىٰ رَأْسِ ٱلْمَسِيحِ.
وَإِذْ هَدَأَتْ نُفُوسُ ٱلنِّسْوَةِ تَذَكَّرْنَ مَا قَالَ ٱلْمَسِيحُ عَنْ قِيَامَتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بَعْدَ مَوْتِهِ. كَانَ إِذ ذَّاكَ يَبْدُو لَهُنَّ قَوْلُهُ غَامِضًا. ظَنَّ تَلَامِيذُ ٱلْمَسِيحِ أَنَّهُ يَقُولُ مَجَازًا يُرِيدُ شَيْئًا آخَرَ! فَأَدْرَكْنَ أَنَّهُ قَامَ ٱلْمَسِيحُ حَقًّا! فَعَادَ تَرَحُ ٱلنِّسْوَةِ فَرَحًا فَأَسْرَعْنَ بِٱلْخَبَرِ إِلَىٰ سَائِرِ ٱلتَّلَامِيذِ وَلَـٰكِنَّهُمْ مَا صَدَّقُوهُنَّ أَوَّلَ ٱلْأَمْرِ. وَلَمَّا أَمْسَى ٱلْمَسَاءُ تَرَاءَىٰ لَهُمُ ٱلرَّبُّ ٱلْقَائِمُ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ نَفْسُهُ...
ٱلْآنَ نَعْلَمُ عِلْمًا يَقِينًا إِنَّهُ بَعْدَ مُعَانَاةِ ٱلرَّبِّ يَقُومُ مَجْدُهُ ٱلْبَاقِي وَيَقُومُ هُوَ بَعْدَ صَلْبِهِ قِيَامَةً مُشْرِقَةً. تَفَهَّمُواْ أَمْرَ ٱلتَّلَامِيذِ، هَا إِنَّ سَيِّدَهُمْ قَدْ مَاتَ ذَلِيلًا مَقِيتًا إِلَى ٱلسُّلُطَاتِ يُنْكِرُهُ جُمْهُورُ ٱلنَّاسِ. لَا مُأَمِّلَ لِلْحَوَارِيِّينَ فَإِنَّ عِيسَىٰ نَفْسَهُ قَدْ مَاتَ يَلْفِظُ كَلِمَاتٍ رَهِيبَةً "إِلَـٰهِ إِلَـٰهِ لِمَ تَرَكْتَنِي" (مر ١٥:٣٤). ثُمَّ تَجِيؤُهُمُ ٱلتِّلْمِيذَاتُ بَغْتَةً يُبَشِّرْنَهُمْ.
وَلَمَّا أَمْسَى ٱلْمَسَاءُ ٱجْتَمَعَ ٱلْحَوَارِيُّونَ فِي بَيْتٍ بِأُورُشَلِيمِ تَبَاحُثًا فِيمَا حَدَثَ وَكَانُواْ مُنْكِرِينَ أَوَّلَ ٱلْأَمْرِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ قَدْ قَامَ إِذْ كَانَ ذَٰلِكَ بَعِيدًا عَمَّا يُمْكِنُ عَقْلُهُ. وَكَانَتْ أَبْوَابُ ٱلْبَيْتِ غُلِّقَتْ تَغْلِيقًا لِمَخَافَةِ ٱلْحَوَارِيِّينَ مِنْ أَنَّ ٱلْيَهُودَ تُطَارِدُهُمْ وَدَخَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَىٰ فَجْأَةً وَوَقَفَ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ: "سَلَامٌ عَلَيْكُمْ".
وَكَانَ بَعْدَ ذَٰلِكَ يَتَرَاءَى ٱلرَّبُّ لِلْحَوَارِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّىٰ صَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا بَعْدَ قِيَامَتِهِ. وَأَمَّا ٱلْحَوَارِيُّ تُومَا فَلَمْ يَكُنْ فِي ٱلْبَيْتِ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ إِذْ جَاءَ ٱلرَّبُّ. وَلَمَّا أَخْبَرَهُ سَائِرُ ٱلْحَوَارِيِّينَ ٱلْخَبَرَ لَمْ يُصَدِّقْ فَدُعِيَ غَيْرَ ٱلْمُصَدِّقِ. لَمْ يُصَدِّقْ تُومَا قِصَصَ قِيَامَةِ عِيسَىٰ حَتَّىٰ رَآهُ بِأُمِّ عَيْنَيْهِ وَعَلَىٰ جَسَدِهِ جُرُوحٌ مِنَ ٱلْمَسَامِيرِ ٱلَّتِي كَانَ هُوَ مُسَمَّرًا بِهَا عَلَى ٱلصَّلِيبِ وَأَثَرُ ٱلْمُرَامَحَةِ بَيْنَ ضُلُوعِهِ فَٱنْطَلَقَ تُومَا مِثْلَ سَائِرِ ٱلْحَوَارِيِّينَ لِيُبَشِّرَ تِلْكَ ٱلْبِشَارَةَ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ. فَٱسْتَشْهَدَ تُومَا فِي ٱلْمَسِيحِ. كَانَ يَعْلَمُ كُلَّ ٱلْعِلْمِ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ قَدْ قَامَ وَمَا مَنَعَهُ مِنَ ٱلتَّبْشِيرِ بَلِ ٱلتَّهْدِيدُ بِعُقُوبَةِ ٱلْإِعْدَامِ.
ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلَّذِي لَمْ يَرَ ٱلْمَسِيحَ فِي حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ قَطُّ وَٱلَّذِي تَرَاءَىٰ لَهُ هُوَ بَعْدَ قِيَامَتِهِ إِنَّهُ قَالَ أَصَحَّ قَوْلٍ فِي إِيمَانِنَا: "إِنْ لَمْ يَكُنِ ٱلْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَإِيمَانُكُمْ بَاطِلٌ وَنَحْنُ أَشْقَى ٱلْأَبْشَارِ" (قور ١٥: ١٦-١٩). وَلِذَٰلِكَ "فَإِنْ كُنَّا قَدِ ٱتَّحَدْنَا بِٱلْمَسِيحِ هَيْئَةَ ٱلْمَوْتِ فَإِنَّا مُتَّحِدُونَ بِهِ هَيْئَةَ ٱلْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ" (روم ٦:٥). إِنَّ قِيَامَةَ ٱلْمُخَلِّصِ عَهْدَةٌ مَوْثُوقَةٌ لِقِيَامَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ عَاشُواْ عَلَى ٱلْأَرْضِ. ٱلْمَسِيحُ قَامَ! إِنَّ ذَٰلِكَ لَٱسْتِظْهَارٌ كَامِلٌ عَلَى ٱلْمَوْتِ لَا يُتَمَارَىٰ فِيهِ! "يَا مَوْتُ أَيْنَ عَاقُوصُكَ؟ يَا جَحِيمُ أَيْنَ ٱنْتِصَارُكَ؟" (قور ١٥ : ٥٥)
"...كُلُّنَا لَيْسَ إِلَّا نَبْرُزُ لِلَّهِ وَتُزَوَّجُ نُفُوسُنَا ٱلْخَالِدَةُ إِلَىٰ هَـٰذِهِ ٱلْجُسُومِ ٱلَّتِي نَحْنُ فِيهَا ٱلْآنَ وَنَقُومُ جَمِيعًا عَلَىٰ أَقْدَامِنَا كَقَوْلِ ٱلنَّبِيِّ حِزْقِيلَ: "...فَتَقَارَبَتِ ٱلْعِظَامُ كُلُّ عَظْمٍ إِلَىٰ عَظْمِهِ … وَإِذَا ٱلْعَصَبُ عَلَيْهَا وَٱللَّحْمُ كَسَاهَا وَغَطَّاهَا ٱلْجِلْدُ مِنْ فَوْقُ" (حزق ٣٧ : ٧-٨). وَتَدْخُلُ ٱلنَّفْسُ ٱلْجَسَدَ ٱلْمُجَدَّدَ. قَالَ جُرَيْجٌ ٱلنِّيصَوِيُّ لَا تَظُنَّنَّ أَنَّهُ يَكُونُ جَسَدُكَ هَرِمًا مِنَ ٱلْكِبَرِ عَلَيْهِ خَتْمُ ٱلْكَرْمَشَةِ أَوْ غَيْرَ بَالِغٍ طِفْلًا. كَلَّا، بَلِ ٱلرَّبُّ يُجَدِّدُ ٱلْجَسَدَ بِأَكْمَلِهِ كَمَا أَرَادَهُ فِي ٱلْأَصْلِ وَهُوَ نَفْسُ ٱلْجَسَدِ ٱلَّذِي مَاتَ". لِذَٰلِكَ نَقُومُ عَلَىٰ أَقْدَامِنَا أَحْيَاءً أَجْسَادُنَا مُعْرِبَةٌ عَنْ نُفُوسِنَا، وَيَحْشُرُنَا ٱلرَّبُّ".
يُسَمَّىٰ عِيدُ ٱلْفِصْحِ بِعِيدِ ٱلْأَعْيَادِ وَحَفْلَةِ ٱلْحَفَلَاتِ. تُزَيَّنُ جَمِيعُ ٱلْبِيَعِ بِٱلزُّهُورِ وَٱلشُّمُوعِ مِنَ ٱلشَّمْعِ ٱلْأَحْمَرِ وَتُنَبِّئُنَا ٱلْبُخُورُ بِٱلْجَنَّةِ ٱلْمُعَادَةِ وَيَتَلَأْلَأُ فَوْقَ ٱلْبَابِ ٱلْمُلُوكِيِّ نَبَأُ ٱلْقِيَامَةِ.
مَسَاءَ ٱلسَّبْتِ يُذْهَبُ بِٱلْكَفَنِ إِلَىٰ مِحْرَابِ ٱلْكَنِيسَة وَيُمَثِّلُ ذَٰلِكَ قِيَامَةَ ٱلْمَسِيحِ غَيْرَ ٱلْمَرْئِيَّةِ. وَيَبْدَأُ ٱلتَّطْوَافُ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ. وَيَطُوفُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ حَوْلَ ٱلْبِيعَةِ يُمَاثِلُونَ حَامِلَاتِ ٱلطِّيبِ وَيَتَغَنَّوْنَ بِٱلْإِسْتِيخَنِ.
بِقِيَامَتِكَ يَا مَسِيحُ ٱلْمُخَلِّصَ // ٱلْمَلَائِكَةُ مُتَغَنِّيَةٌ فِي ٱلسَّمَاءِ // فَأَنْعِمْ عَلَيْنَا فِي ٱلْأَرْضِ// أَنْ نُسَبِّحَكَ بِقَلْبٍ صَافٍ!
ثُمَّ يَتَغَنَّى ٱلْقِسِّيسُونَ بِطُرُوبَارِيَةِ عِيدِ ٱلْفِصْحِ ثَلَاثًا "ٱلْمَسِيحُ قَامَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ وَدَاسَ ٱلْمَوْتَ بِٱلْمَوْتِ وَوَهَبَ ٱلْحَيَاةَ لِأَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ!" ثُمَّ يَتَغَنَّىٰ مَعَهُمْ أَصْحَابُ ٱلْبِيعَةِ كُلُّهُمْ .يُتَغَنَّىٰ بِإِسْتِيخَنَاتِ عِيدِ ٱلْفِصْحِ وَيُتَّخَذُ تَحِيَّةً ٱلْهُتَافُ: "ٱلْمَسِيحُ قَامَ! - حَقًّا قَامَ!". وَتُكْثِرُ ٱلِٱبْتِهَاجَ قِرَاءَةُ "كَلِمَةِ ٱلْإِفْقَاهِ" لِيَحْيَىٰ ذَهَبِيِّ ٱلْفَمِ ٱلَّتِي تُقْرَأُ فِي صَلَاةِ ٱلسَّحَرِ وَمِمَّا كُتِبَ فِيهَا هَـٰذَا ٱلْكَلَامُ: "ٱدْخُلُواْ ٱبْتِهَاجَ رَبِّكُمْ أَجْمَعُونَ! يَا أَوَّلُونَ وَٱلْآخِرِينَ نَالُواْ أُجُورَكُمْ! يَا أَغْنِيَاءُ وَٱلْفُقَرَاءَ ٱمْرَحُواْ مَعًا! يَا مُتَشَدِّدُونَ وَٱلْمُتَسَاهِلِينَ كَرِّمُواْ هَـٰذَا ٱلْيَوْمَ! يَا مَنْ صَامَ وَمَنْ لَمْ يَصُمِ ٱفْرَحُواْ ٱلْآنَ! ٱلْمَائِدَةُ مَوْفُورَةٌ فَٱسْتَعْذِبُواْ أَجْمَعُونَ! ٱلثَّوْرُ سَمِينٌ لَا تَذْهَبُواْ جَائِعِينَ! يَا جَمَاعَةُ ٱسْتَعْذِبُواْ مَائِدَةَ ٱلْإِيمَانِ يَا جَمَاعَةُ نَالُواْ غِنَاءَ ٱلنِّعْمَةِ!"
عَلَىٰ سُنَّةٍ قَدِيمَةٍ يَتَنَاوَلُ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْقُرْبَانَ ٱلْمُقَدَّسَ لَيْلَةَ عِيدِ ٱلْفِصْحِ. قَامَ ٱلْمَسِيحُ وَصَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ لَـٰكِنَّهُ مَوْجُودٌ كُلَّ حِينٍ فِي كَنِيسَتِهِ. وَيُمْكِنُ كُلًّا مِنَّا أَنْ يَلْمُسَهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ وَهِيَ ٱلْقُدَّاسُ ٱلْإِلَـٰهِيُّ إِذَا يَخْرُجُ ٱلْقِسِّيسُ إِلَى ٱلنَّاسِ بِجَسَدِ ٱلْمَسِيحِ وَدَمِهِ.
مُنْذُ عُصُورِ ٱلْحَوَارِيِّينَ يَسْتَمِرُّ عِيدُ ٱلْفِصْحِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. لَا يُقْفَلُ ٱلْبَابُ ٱلْمُلُوكِيُّ فِي هَـٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ فِي جَمِيعِ ٱلْبِيَعِ ٱلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ. وَلَا يُسْجَدُ حَتَّىٰ صَلَاةِ ٱلْمَغْرِبِ مِنْ عِيدِ ٱلْعُنْصُرَةِ وَلَا يُقْرَأُ فِي ٱلْأُسْبُوعِ ٱلْمُشْرِقِ ٱلزَّبُورُ. وَنَقْرَأُ سَاعَاتِ ٱلْفِصْحِ عِوَضًا عَنِ ٱلصَّلَاةِ ٱلْعَادِيَةِ. ٱلْأُسْبُوعُ ٱلْمُشْرِقُ بِأَكْمَلِهِ مِثْلُ يَوْمٍ وَاحِدٍ. جُمْهُورُ ٱلصَّلَوَاتِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ تَكَادُ تُمَاثِلُهَا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْآخِرِ فَلَا تُغَيَّرُ إِلَّا قَلِيلًا. وَإِنَّ ٱلسُّنَّةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ ٱلْقَدِيمَةَ ٱلَّتِي يُحَافِظُ عَلَيْهَا كُلُّ عَامِيٍّ صَالِحٍ أَلَّا تَفُوتَ ٱلْمَرْءَ مِنْ خِدْمَةٍ كَنْسِيَّةٍ فِي ٱلْأُسْبُوعِ ٱلْمُشْرِقِ.
لِنَفْتَحْ قُلُوبَنَا لِلرَّبِّ ٱلْوَدُودِ! فَيَدْخُلَ وَيَمْلَأَ حَيَاتَنَا بِنُورِهِ وَيُقَدِّسَ نُفُوسَنَا. ٱلِٱحْتِفَالُ بِعِيدِ ٱلْفِصْحِ هُوَ أَنْ يَتَحَسَّنَ ٱلْمُحْتَفِلُ أَخْلَاقًا وَعِبَادَةً. وَنَتَمَنَّىٰ لِلْجَمِيعِ مِنْ صَمِيمِ ٱلْقَلْبِ أَنْ يَحْصُلُواْ عَلَىٰ ذَٰلِكَ!
نَتَمَنَّىٰ لَكُمْ أَنْ تُلَاقُواْ ٱلْمَسِيحَ ٱلْقَائِمَ بِقَلْبٍ صَافٍ!
لَـٰكِنَّ ٱلْقَبْرَ كَانَ فَارِغًا وَجَلَسَ عِنْدَهُ عَلَىٰ حَجَرٍ مَلَكٌ وَقَالَ لَهُنَّ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ قَامَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ كَوَعْدِهِ. وَٱنْدَهَشَتِ ٱلنِّسْوَةُ مِنْ تَمَثُّلِ ٱلْمَلَكِ وَقَدِ ٱشْتَدَّ دَهْشُهُنَّ إِذْ رَأَيْنَ ٱلْقَبْرَ فَارِغًا. لَمْ يَكُنْ فِي ٱلْكَهْفِ سِوَىٰ قِطْعَةِ ٱلْأَكْفَانِ ٱلَّتِي كَانَ ٱلْجُثْمَانُ مَلْفُوفًا بِهَا وَٱلْمِنْدِيلِ ٱلَّذِي كَانَ عَلَىٰ رَأْسِ ٱلْمَسِيحِ.
وَإِذْ هَدَأَتْ نُفُوسُ ٱلنِّسْوَةِ تَذَكَّرْنَ مَا قَالَ ٱلْمَسِيحُ عَنْ قِيَامَتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بَعْدَ مَوْتِهِ. كَانَ إِذ ذَّاكَ يَبْدُو لَهُنَّ قَوْلُهُ غَامِضًا. ظَنَّ تَلَامِيذُ ٱلْمَسِيحِ أَنَّهُ يَقُولُ مَجَازًا يُرِيدُ شَيْئًا آخَرَ! فَأَدْرَكْنَ أَنَّهُ قَامَ ٱلْمَسِيحُ حَقًّا! فَعَادَ تَرَحُ ٱلنِّسْوَةِ فَرَحًا فَأَسْرَعْنَ بِٱلْخَبَرِ إِلَىٰ سَائِرِ ٱلتَّلَامِيذِ وَلَـٰكِنَّهُمْ مَا صَدَّقُوهُنَّ أَوَّلَ ٱلْأَمْرِ. وَلَمَّا أَمْسَى ٱلْمَسَاءُ تَرَاءَىٰ لَهُمُ ٱلرَّبُّ ٱلْقَائِمُ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ نَفْسُهُ...
ٱلْآنَ نَعْلَمُ عِلْمًا يَقِينًا إِنَّهُ بَعْدَ مُعَانَاةِ ٱلرَّبِّ يَقُومُ مَجْدُهُ ٱلْبَاقِي وَيَقُومُ هُوَ بَعْدَ صَلْبِهِ قِيَامَةً مُشْرِقَةً. تَفَهَّمُواْ أَمْرَ ٱلتَّلَامِيذِ، هَا إِنَّ سَيِّدَهُمْ قَدْ مَاتَ ذَلِيلًا مَقِيتًا إِلَى ٱلسُّلُطَاتِ يُنْكِرُهُ جُمْهُورُ ٱلنَّاسِ. لَا مُأَمِّلَ لِلْحَوَارِيِّينَ فَإِنَّ عِيسَىٰ نَفْسَهُ قَدْ مَاتَ يَلْفِظُ كَلِمَاتٍ رَهِيبَةً "إِلَـٰهِ إِلَـٰهِ لِمَ تَرَكْتَنِي" (مر ١٥:٣٤). ثُمَّ تَجِيؤُهُمُ ٱلتِّلْمِيذَاتُ بَغْتَةً يُبَشِّرْنَهُمْ.
وَلَمَّا أَمْسَى ٱلْمَسَاءُ ٱجْتَمَعَ ٱلْحَوَارِيُّونَ فِي بَيْتٍ بِأُورُشَلِيمِ تَبَاحُثًا فِيمَا حَدَثَ وَكَانُواْ مُنْكِرِينَ أَوَّلَ ٱلْأَمْرِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ قَدْ قَامَ إِذْ كَانَ ذَٰلِكَ بَعِيدًا عَمَّا يُمْكِنُ عَقْلُهُ. وَكَانَتْ أَبْوَابُ ٱلْبَيْتِ غُلِّقَتْ تَغْلِيقًا لِمَخَافَةِ ٱلْحَوَارِيِّينَ مِنْ أَنَّ ٱلْيَهُودَ تُطَارِدُهُمْ وَدَخَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَىٰ فَجْأَةً وَوَقَفَ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ: "سَلَامٌ عَلَيْكُمْ".
وَكَانَ بَعْدَ ذَٰلِكَ يَتَرَاءَى ٱلرَّبُّ لِلْحَوَارِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّىٰ صَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا بَعْدَ قِيَامَتِهِ. وَأَمَّا ٱلْحَوَارِيُّ تُومَا فَلَمْ يَكُنْ فِي ٱلْبَيْتِ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ إِذْ جَاءَ ٱلرَّبُّ. وَلَمَّا أَخْبَرَهُ سَائِرُ ٱلْحَوَارِيِّينَ ٱلْخَبَرَ لَمْ يُصَدِّقْ فَدُعِيَ غَيْرَ ٱلْمُصَدِّقِ. لَمْ يُصَدِّقْ تُومَا قِصَصَ قِيَامَةِ عِيسَىٰ حَتَّىٰ رَآهُ بِأُمِّ عَيْنَيْهِ وَعَلَىٰ جَسَدِهِ جُرُوحٌ مِنَ ٱلْمَسَامِيرِ ٱلَّتِي كَانَ هُوَ مُسَمَّرًا بِهَا عَلَى ٱلصَّلِيبِ وَأَثَرُ ٱلْمُرَامَحَةِ بَيْنَ ضُلُوعِهِ فَٱنْطَلَقَ تُومَا مِثْلَ سَائِرِ ٱلْحَوَارِيِّينَ لِيُبَشِّرَ تِلْكَ ٱلْبِشَارَةَ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ. فَٱسْتَشْهَدَ تُومَا فِي ٱلْمَسِيحِ. كَانَ يَعْلَمُ كُلَّ ٱلْعِلْمِ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ قَدْ قَامَ وَمَا مَنَعَهُ مِنَ ٱلتَّبْشِيرِ بَلِ ٱلتَّهْدِيدُ بِعُقُوبَةِ ٱلْإِعْدَامِ.
ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلَّذِي لَمْ يَرَ ٱلْمَسِيحَ فِي حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ قَطُّ وَٱلَّذِي تَرَاءَىٰ لَهُ هُوَ بَعْدَ قِيَامَتِهِ إِنَّهُ قَالَ أَصَحَّ قَوْلٍ فِي إِيمَانِنَا: "إِنْ لَمْ يَكُنِ ٱلْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَإِيمَانُكُمْ بَاطِلٌ وَنَحْنُ أَشْقَى ٱلْأَبْشَارِ" (قور ١٥: ١٦-١٩). وَلِذَٰلِكَ "فَإِنْ كُنَّا قَدِ ٱتَّحَدْنَا بِٱلْمَسِيحِ هَيْئَةَ ٱلْمَوْتِ فَإِنَّا مُتَّحِدُونَ بِهِ هَيْئَةَ ٱلْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ" (روم ٦:٥). إِنَّ قِيَامَةَ ٱلْمُخَلِّصِ عَهْدَةٌ مَوْثُوقَةٌ لِقِيَامَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ عَاشُواْ عَلَى ٱلْأَرْضِ. ٱلْمَسِيحُ قَامَ! إِنَّ ذَٰلِكَ لَٱسْتِظْهَارٌ كَامِلٌ عَلَى ٱلْمَوْتِ لَا يُتَمَارَىٰ فِيهِ! "يَا مَوْتُ أَيْنَ عَاقُوصُكَ؟ يَا جَحِيمُ أَيْنَ ٱنْتِصَارُكَ؟" (قور ١٥ : ٥٥)
"...كُلُّنَا لَيْسَ إِلَّا نَبْرُزُ لِلَّهِ وَتُزَوَّجُ نُفُوسُنَا ٱلْخَالِدَةُ إِلَىٰ هَـٰذِهِ ٱلْجُسُومِ ٱلَّتِي نَحْنُ فِيهَا ٱلْآنَ وَنَقُومُ جَمِيعًا عَلَىٰ أَقْدَامِنَا كَقَوْلِ ٱلنَّبِيِّ حِزْقِيلَ: "...فَتَقَارَبَتِ ٱلْعِظَامُ كُلُّ عَظْمٍ إِلَىٰ عَظْمِهِ … وَإِذَا ٱلْعَصَبُ عَلَيْهَا وَٱللَّحْمُ كَسَاهَا وَغَطَّاهَا ٱلْجِلْدُ مِنْ فَوْقُ" (حزق ٣٧ : ٧-٨). وَتَدْخُلُ ٱلنَّفْسُ ٱلْجَسَدَ ٱلْمُجَدَّدَ. قَالَ جُرَيْجٌ ٱلنِّيصَوِيُّ لَا تَظُنَّنَّ أَنَّهُ يَكُونُ جَسَدُكَ هَرِمًا مِنَ ٱلْكِبَرِ عَلَيْهِ خَتْمُ ٱلْكَرْمَشَةِ أَوْ غَيْرَ بَالِغٍ طِفْلًا. كَلَّا، بَلِ ٱلرَّبُّ يُجَدِّدُ ٱلْجَسَدَ بِأَكْمَلِهِ كَمَا أَرَادَهُ فِي ٱلْأَصْلِ وَهُوَ نَفْسُ ٱلْجَسَدِ ٱلَّذِي مَاتَ". لِذَٰلِكَ نَقُومُ عَلَىٰ أَقْدَامِنَا أَحْيَاءً أَجْسَادُنَا مُعْرِبَةٌ عَنْ نُفُوسِنَا، وَيَحْشُرُنَا ٱلرَّبُّ".
يُسَمَّىٰ عِيدُ ٱلْفِصْحِ بِعِيدِ ٱلْأَعْيَادِ وَحَفْلَةِ ٱلْحَفَلَاتِ. تُزَيَّنُ جَمِيعُ ٱلْبِيَعِ بِٱلزُّهُورِ وَٱلشُّمُوعِ مِنَ ٱلشَّمْعِ ٱلْأَحْمَرِ وَتُنَبِّئُنَا ٱلْبُخُورُ بِٱلْجَنَّةِ ٱلْمُعَادَةِ وَيَتَلَأْلَأُ فَوْقَ ٱلْبَابِ ٱلْمُلُوكِيِّ نَبَأُ ٱلْقِيَامَةِ.
مَسَاءَ ٱلسَّبْتِ يُذْهَبُ بِٱلْكَفَنِ إِلَىٰ مِحْرَابِ ٱلْكَنِيسَة وَيُمَثِّلُ ذَٰلِكَ قِيَامَةَ ٱلْمَسِيحِ غَيْرَ ٱلْمَرْئِيَّةِ. وَيَبْدَأُ ٱلتَّطْوَافُ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ. وَيَطُوفُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ حَوْلَ ٱلْبِيعَةِ يُمَاثِلُونَ حَامِلَاتِ ٱلطِّيبِ وَيَتَغَنَّوْنَ بِٱلْإِسْتِيخَنِ.
بِقِيَامَتِكَ يَا مَسِيحُ ٱلْمُخَلِّصَ // ٱلْمَلَائِكَةُ مُتَغَنِّيَةٌ فِي ٱلسَّمَاءِ // فَأَنْعِمْ عَلَيْنَا فِي ٱلْأَرْضِ// أَنْ نُسَبِّحَكَ بِقَلْبٍ صَافٍ!
ثُمَّ يَتَغَنَّى ٱلْقِسِّيسُونَ بِطُرُوبَارِيَةِ عِيدِ ٱلْفِصْحِ ثَلَاثًا "ٱلْمَسِيحُ قَامَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ وَدَاسَ ٱلْمَوْتَ بِٱلْمَوْتِ وَوَهَبَ ٱلْحَيَاةَ لِأَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ!" ثُمَّ يَتَغَنَّىٰ مَعَهُمْ أَصْحَابُ ٱلْبِيعَةِ كُلُّهُمْ .يُتَغَنَّىٰ بِإِسْتِيخَنَاتِ عِيدِ ٱلْفِصْحِ وَيُتَّخَذُ تَحِيَّةً ٱلْهُتَافُ: "ٱلْمَسِيحُ قَامَ! - حَقًّا قَامَ!". وَتُكْثِرُ ٱلِٱبْتِهَاجَ قِرَاءَةُ "كَلِمَةِ ٱلْإِفْقَاهِ" لِيَحْيَىٰ ذَهَبِيِّ ٱلْفَمِ ٱلَّتِي تُقْرَأُ فِي صَلَاةِ ٱلسَّحَرِ وَمِمَّا كُتِبَ فِيهَا هَـٰذَا ٱلْكَلَامُ: "ٱدْخُلُواْ ٱبْتِهَاجَ رَبِّكُمْ أَجْمَعُونَ! يَا أَوَّلُونَ وَٱلْآخِرِينَ نَالُواْ أُجُورَكُمْ! يَا أَغْنِيَاءُ وَٱلْفُقَرَاءَ ٱمْرَحُواْ مَعًا! يَا مُتَشَدِّدُونَ وَٱلْمُتَسَاهِلِينَ كَرِّمُواْ هَـٰذَا ٱلْيَوْمَ! يَا مَنْ صَامَ وَمَنْ لَمْ يَصُمِ ٱفْرَحُواْ ٱلْآنَ! ٱلْمَائِدَةُ مَوْفُورَةٌ فَٱسْتَعْذِبُواْ أَجْمَعُونَ! ٱلثَّوْرُ سَمِينٌ لَا تَذْهَبُواْ جَائِعِينَ! يَا جَمَاعَةُ ٱسْتَعْذِبُواْ مَائِدَةَ ٱلْإِيمَانِ يَا جَمَاعَةُ نَالُواْ غِنَاءَ ٱلنِّعْمَةِ!"
عَلَىٰ سُنَّةٍ قَدِيمَةٍ يَتَنَاوَلُ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْقُرْبَانَ ٱلْمُقَدَّسَ لَيْلَةَ عِيدِ ٱلْفِصْحِ. قَامَ ٱلْمَسِيحُ وَصَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ لَـٰكِنَّهُ مَوْجُودٌ كُلَّ حِينٍ فِي كَنِيسَتِهِ. وَيُمْكِنُ كُلًّا مِنَّا أَنْ يَلْمُسَهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ وَهِيَ ٱلْقُدَّاسُ ٱلْإِلَـٰهِيُّ إِذَا يَخْرُجُ ٱلْقِسِّيسُ إِلَى ٱلنَّاسِ بِجَسَدِ ٱلْمَسِيحِ وَدَمِهِ.
مُنْذُ عُصُورِ ٱلْحَوَارِيِّينَ يَسْتَمِرُّ عِيدُ ٱلْفِصْحِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. لَا يُقْفَلُ ٱلْبَابُ ٱلْمُلُوكِيُّ فِي هَـٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ فِي جَمِيعِ ٱلْبِيَعِ ٱلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ. وَلَا يُسْجَدُ حَتَّىٰ صَلَاةِ ٱلْمَغْرِبِ مِنْ عِيدِ ٱلْعُنْصُرَةِ وَلَا يُقْرَأُ فِي ٱلْأُسْبُوعِ ٱلْمُشْرِقِ ٱلزَّبُورُ. وَنَقْرَأُ سَاعَاتِ ٱلْفِصْحِ عِوَضًا عَنِ ٱلصَّلَاةِ ٱلْعَادِيَةِ. ٱلْأُسْبُوعُ ٱلْمُشْرِقُ بِأَكْمَلِهِ مِثْلُ يَوْمٍ وَاحِدٍ. جُمْهُورُ ٱلصَّلَوَاتِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ تَكَادُ تُمَاثِلُهَا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْآخِرِ فَلَا تُغَيَّرُ إِلَّا قَلِيلًا. وَإِنَّ ٱلسُّنَّةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ ٱلْقَدِيمَةَ ٱلَّتِي يُحَافِظُ عَلَيْهَا كُلُّ عَامِيٍّ صَالِحٍ أَلَّا تَفُوتَ ٱلْمَرْءَ مِنْ خِدْمَةٍ كَنْسِيَّةٍ فِي ٱلْأُسْبُوعِ ٱلْمُشْرِقِ.
لِنَفْتَحْ قُلُوبَنَا لِلرَّبِّ ٱلْوَدُودِ! فَيَدْخُلَ وَيَمْلَأَ حَيَاتَنَا بِنُورِهِ وَيُقَدِّسَ نُفُوسَنَا. ٱلِٱحْتِفَالُ بِعِيدِ ٱلْفِصْحِ هُوَ أَنْ يَتَحَسَّنَ ٱلْمُحْتَفِلُ أَخْلَاقًا وَعِبَادَةً. وَنَتَمَنَّىٰ لِلْجَمِيعِ مِنْ صَمِيمِ ٱلْقَلْبِ أَنْ يَحْصُلُواْ عَلَىٰ ذَٰلِكَ!
نَتَمَنَّىٰ لَكُمْ أَنْ تُلَاقُواْ ٱلْمَسِيحَ ٱلْقَائِمَ بِقَلْبٍ صَافٍ!